مملكة الحب
أهلا بمن اتانا بتحية وسلام يريد الترحيب بأحلى الكلام يريد ان نعلن له الانضمام الى كوكب اعضائنا الكرام
اداب الطفل والضواب النفسيه والفنيه Download
مملكة الحب
أهلا بمن اتانا بتحية وسلام يريد الترحيب بأحلى الكلام يريد ان نعلن له الانضمام الى كوكب اعضائنا الكرام
اداب الطفل والضواب النفسيه والفنيه Download
مملكة الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مملكة الحب

منتديات التميز والابداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اداب الطفل والضواب النفسيه والفنيه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mshmsha
مديرة
mshmsha


الثور الفأر
عدد المساهمات : 222
تاريخ التسجيل : 04/11/2009
العمر : 40

اداب الطفل والضواب النفسيه والفنيه Empty
مُساهمةموضوع: اداب الطفل والضواب النفسيه والفنيه   اداب الطفل والضواب النفسيه والفنيه Emptyالإثنين نوفمبر 09, 2009 8:03 am

قبل الدخول في تفاصيل ورقتنا هذه عن الضوابط النفسية والفنية في أدب الطفل، لا بدّ من التنويه أوّلاً إلى أن أدب الطفل من حيث التعريف لا يختلف عن أدب الراشدين من ناحية البناء النصّي قصة أو مسرحاً أو شعراً، كما أنه لا يختلف عنه من حيث الأهداف العامة من كونه يقدّم التسلية أو المتعة الجمالية إلى جانب كثير من القضايا والقيم التي يتبناها الكتّاب كقضية حرية الإنسان وعلاقة هذا الإنسان بأخيه الإنسان والمشكلات التي أفرزها وجوده مع الطبيعة سواء من حيث الصراع معها، أو المحافظة عليها والسعي لإحيائها. ومن هنا، فإنه لا بدّ إذن من التأكيد على أن كثيراً من المفاهيم الخطأ قد رافقت مسيرة أدب الطفل منذ لحظة نشوئه المتأخرة في المشهد الثقافي العربي، حيث استسهل كثيرون الكتابة للطفل، فراحوا يحشون ذهنه بالعجائب والغرائب، أو بالقصص المؤدلجة المتكئة على شعارات متداولة في الحياة السياسية والفكرية، أو بقصص الخوارق والأعاجيب، هذا بالإضافة إلى كلّ ما يمكن تقديمه للطفل من معارف ومعلومات لا يمكن اعتبارها أدباً على الأقل لأنها بالرغم من نبالة مقاصدها التربوية لا ترقى لأن تسمى كذلك، كما أن هذه الكتب الساذجة ستكون موجودة على الدوام وبوفرة في المعارض، لأنه ليس لأحد القدرة على منعها أو ضبطها نظراً للكم الكبير في إنتاجها والاتجار بها سواء على صعيد فردي أو على صعيد دور النشر اللاهثة وراء الربح السريع دون الأخذ بعين الاعتبار ما تقدمه من سلعة رديئة تغطّي على المحاولات الدؤوبة لكتاب أدب الطفل في تكريسه كأدب رفيع ينطوي على قدرة حقيقية في إثارة خيال الطفل، وتحفيز آليات التفكير لديه وتمكينه من تنمية قدراته اللغوية والقدرة على التمييز بين الجميل والقبيح بالمعنى الإبداعي لممكنات النصّ الأدبي البالغ التعقيد في تنظيمه وفي توافر معطياته الدلالية النابعة من كيميائية اللحظة الإبداعية ذاتها وليس غير.


2 في الضوابط الفنية
ولطالما قدّمنا رأينا عن مشترك الكتابة الإبداعية بين ادب الأطفال والكبار من حيث التعريف بأنهما لا يختلفان من حيث البناء الفني، فإننا سنسعى لتأكيد ذلك من خلال المقارنة بين ما يتوفر عليه النصّ الإبداعي لكلتا الجهتين من مشتركات، حيث على صعيد القصّة مثلاً سوف نرى أنها في الغالب مركبة من حدث أو مجموعة من الأحداث تسعى لبناء الفضاء الدلالي عبر ما تقوم به الشخصيات من أفعال وممارسات، أو عبر ما تقدمه الذات الساردة من تفعيل لدور الزمان والمكان في حيّز النصّ للوصول إلى الحبكة المكثفة وصولاً إلى النهاية، وكذلك الأمر بالنسبة للشعر، حيث تتطلب الكتابة الشعرية وزناً وقوافي ولغة موحية وعاطفة صادقة وغير ذلك، والشأن ذاته في الكتابة المسرحية من حيث البنية الحوارية والشخصيات وغير ذلك. ولكن السؤال الذي يبدر على الفور، أنه إذا كانت كلّ هذه المشتركات متوافرة فلمَ تمّ تصنيف الأدب إلى أدب أطفال وآخر للراشدين؟ والجواب على ذلك هو حكاية الضوابط التي جعلناها عنواناً لهذه الورقة، وهي تتحدد بكلّ بساطة لدى الكتّاب في هذا الحقل في اختيار الموضوع ومعالجته بما يتناسب ومقدرات الطفل اللغوية ومدركاته العقلية التي ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار وبما يتناسب ومرحلته السنية، وهذا يقتضي سفراً حقيقياً إلى ممالك الطفولة، وتمثّل لغتها المتميزة بالرشاقة والبساطة والخيال الآسر الممتع، وكلّ نصّ طفليّ لا يتمتع بهذه الخصائص فإنه من حيث التصنيف لا يمكن وضعه في حقل أدب الأطفال، حيث إن عامل اللغة يعتبر من أهم الضوابط التي يتوقف عندها أمر تصنيف الكتابة، وسيعزز رأينا هذا كثير من الباحثين في ثقافة الطفل، حيث يذهب د.هادي نعمان الهيتي إلى أن الكتابة للأطفال من الفنون الصعبة، وتتأتى الصعوبة من جوانب عدة، من أبرزها ما يتميز به أدب الأطفال من بساطة.. ومعروف أن أبسط الفنون الأدبية على القارئ أصعبها على الكاتب، وسينقل عن توفيق الحكيم قوله يوم بدأ يسجل بعض الحكايات للأطفال عام 1977: "إن البساطة أصعب من التعمّق، وأنه لمن السهل أن أكتب وأتكلّم كلاماً عميقاً، ولكن من الصعب أن أنتقي وأتخير الأسلوب السهل الذي يشعر السامع بأني جليس معه، ولست معلماً له، وهذه هي مشكلتي مع أدب الأطفال."
ومن هنا جاء تأكيدنا بأهمية السفر إلى ممالك الطفولة والتعايش مع لغاتها وأخيلتها وتصوّراتها عن العالم بما يمكّن الكاتب من تقديم الحكاية أو القصيدة أو المسرحية كما سيعيشها الطفل لحظة قراءتها، هذا مع الأخذ بعين الاعتبار جملة من المسائل لا بدّ لكاتب أدب الأطفال ان يتوقف عندها، ومن ذلك مراعاة المرحلة العمرية التي يخاطبها، حيث يؤكّد علماء النفس أن خيال الطفل ومدركاته تتطور من مرحلة عمرية إلى أخرى، ولكنها إلى ذلك لا تتطور على وتيرة واحدة، وإنما سوف تختلف من بيئة إلى أخرى، وذلك تبعاً لثقافة المجتمع وتقاليده المثقفة للطفل، ولكن جملة من المصادر تتّجه إلى تعميم مشتركات عامة لكلّ مرحلة عمرية تساعد الكاتب على الدخول في ممالك الطفولة، ومن ذلك تقسيمة د.هادي نعمان التي جاءت وفق ما يأتي :
1 ـ مرحلة الواقعية والخيال المحدود بالبيئة من (3 ـ 5) سنوات.
وهي المرحلة التي تكون فيها حركة الطفل محدودة في إطار منزل العائلة والمحيط الصغير من حولها، إضافة إلى الدمى والملابس والطعام والحيوانات الأليفة التي تحيا قريباً منه، ويؤكّد الباحث في هذا الصدد أن الطفل في هذه المرحلة يتأثر بعناصر هذه البيئة، مستجيباً لتأثيراتها المختلفة مشغولاً بالكشف عنها، لذا تراه كثير التساؤل، شديد الفضول، لأنه يسعى لاكتشاف عالمه والوقوف على خفاياه. وإلى ذلك يكون خيال الطفل في هذه المرحلة حاداً، حيث يتصوّر غطاء القدر مقود سيارة يلف به ذات اليمين وذات الشمال، أو يتخيل العصا فرساً، فيمسك بها ويضعها بين ساقيه ويجري بها مسرعاً، كما يتصوّر الدمية كائناً حياً فيكلمها برفق ونعومة أو يغضب عليها فيعاقبها. والجانب الأهم بالنسبة لنا، نحن المعنيين بأدب الطفل، أنه في هذه المرحلة يسعى لتمثيل القصص التي يسمعها، وهذا يؤكّد مدى قبول الطفل للقصص التي تنطوي على موضوعات وشخصيات مألوفة: كالأب والأم والأخوة، بالإضافة إلى الحيوانات والنباتات والدمى، وبوجه عام فإن الإيقاع والحركة السريعة واللون والصوت تعد من العناصر التي تغني المضمون الثقافي والأدبي وتزيد من ولع الأطفال به. أما من حيث اللغة فإن الأطفال سيهتمون بموسيقى الكلمات، والعبارات المسجوعة والأصوات المرحة التي تطلقها شخصيات قصصهم، وبالتالي فإن القصص التي تثير مخاوفهم كقصص الجن والسحرة والعفاريت، وكذلك القصص التي تثير أحزانهم وتبعث القلق في نفوسهم، لا تناسبهم في هذه المرحلة.
2 ـ مرحلة الخيال المنطلق من (6 ـ 8) سنوات.
وهي المرحلة التي ينمو فيها الخيال، ويزداد ولع الطفل بالقصص الخيالية التي تخرج مضامينها من محيطه وعالمه، فنراه منجذباً إلى القصص الخرافية، ولكن اكثر القصص نفعاً هي التي تنقلهم إلى آفاق بعيدة خارج حدود معارفهم دون أن تغفل الواقع. ويؤكّد الباحث في هذا الصدد تعلّق الأطفال بالمغامرين الأبطال، ولذا فهم ينجذبون إلى قصص المغامرات الخيالية، وينبغي على القصص الموجهة لهذه المرحلة أن تراعي مثل هذه المغامرات، وأن تمضي الحوادث وفق عامل السببية قدر الإمكان حتى لا تبدو الحياة أمام الأطفال وكأنها مجموعة من المقالب والأفخاخ.
3 ـ مرحلة البطولة من (8 ـ 12) سنة.
وهي المرحلة التي ينتقل فيها الطفل نحو الاهتمام بالحقائق، حيث تستهويه قصص الشجاعة والمخاطرة والعنف والمغامرة وسير الرحالة والمكتشفين، هذا بالإضافة إلى القصص الهزلية والقراءات المبسطة وكتب المعلومات.
4 ـ المرحلة المثالية من (12 ـ 15) سنة.
وهي مرحلة الاستقرار العاطفي النسبي، وهي مرحلة دقيقة وحساسة، يميل فيها الطفل إلى القصص التي تمتزج فيها المغامرة بالعاطفة، وتقل فيها الواقعية وتزيد فيها المثالية، فالشخصيات الرومانتيكية ستكون جذابة على الدوام، وخاصة تلك التي تواجه الصعاب الكبيرة والعوائق المعقدة من أجل الوصول إلى حقيقة من الحقائق، أو الدفاع عن قضية، ويشوقون إلى القصص البوليسية والجاسوسية وكذلك موضوعات الحب.

3 ـ في الضوابط النفسية.

يشتكي التربويون، والوسط الإعلامي عموماً مما يسمى أدب الأطفال، وخصوصاً ما تعمل على نشره دور النشر من أعمال قصصية أو من مترجمات، كما انهم يشتكون من أفلام الكارتون وألعاب الكمبيوتر، إنهم في العموم يشتكون من كلّ ما يقدّم من أدب للطفل، والشكوى هنا لا تخلو من صحة فيما إذا أخذنا نسبية الصحيح، نظراً لجملة التشابكات التي يحتويها هذا الأدب على الصعيد التربوي أو النفسي، وعلاقة هذين المستويين بالتشكيلة الاجتماعية وسلطاتها الرمزية الساعية على الدوام لتكريس قيم يفترض تداولها من خلال الموضوع المطروح، وفي الغالب سوف يتناسى هؤلاء القيم الجمالية فيما إذا استجاب الكاتب لرغبات هذه السلطات الرمزية، مما يدفع بأدب الأطفال لأن يتخذ مساراً وعظياً ومباشراً لا يختلف عن أي درس يتلقاه الطفل في المدرسة.
أما من جهة الأطفال انفسهم، فهم في الغالب لا يشتكون، ولكنهم إلى ذلك بإمكانهم أن يتجاهلوا ما يقدّم لهم من وجبات غير مستساغة مقارنة بما يفضلونه من أدب مترجم، أو ما يشاهدونه من أفلام تسافر بهم إلى ما يحبون من حيث الحكاية القوية والمشهد البصري الفائق والخيال الممتع، ولكن المشكلة الأخطر تتمثّل في استجابتهم لعقلية الوصاية التي يتمسك بها الكبار كامتياز يرفضون التخلّي عنه حتى في مسائل ذات طبيعة إبداعية وجمالية قد لا يفقهون شيئاً منها، ولكنهم إلى ذلك يخولون أنفسهم الحقّ في تتفيه هذا العمل أو ذاك تبعاً لمواقفهم الإيديولوجية أوالأخلاقية، واسمحوا لي أن أضمّ إلى هؤلاء أيضاً الكتّاب الذين يحملون العقلية الوصائية ذاتها على هذا الطفل الحائر بين أن يلبي رغبات الأسرة أو المعلم، وبين أن يلبي رغباته الخاصة في الاستمتاع بما يحبّ ويفضّل مما يترك آثاراً نفسية واضحة على مجمل سلوكاته، وقد قرأت مؤخراً رواية مترجمة تعالج هذا الموضوع بالذات، اسمها "القمر لا يعرف" كاتبها السويدي "نيكلس رودستروم" قدمها كرواية للصغار ويقرأها الكبار، ليمضي بنا في رحلة ممتعة نحو عوالم الحكاية والأحلام التي تغزو قلب وتفكير الفتى "كريستيان"، فيذهب عميقاً في تفاصيلها الآسرة. ولكن الرواية في الوقت نفسه تنطوي على أفكار فلسفية وتربوية عميقة، صيغت ببساطة وعفوية طفل دشّن عامه الرابع عشر منذ قليل، ولكنه ما انفك يرفض الانخراط في عالم الكبار بما يحتويه من أشياء لا يحبها، فيصرّ على التعايش مع لحظة الطفولة الخالدة التي يندمج فيها عالم الحلم بعالم الواقع، ليقدّم خلال النصّ قراءته الخاصّة للأشياء المحيطة بأسلوب قل أن نقرأ له مثيلاً في الكتابة الروائية الحديثة.
وتأتي الأهمية الاستثنائية للرواية برأينا أن المؤلف سوف يدفعنا على الدوام للمقارنة بين عالمي الطفولة والكبار، لندرك المتغيرات النفسية التي تطال الفتى، وهو يعيش في وسط مفكك أسروياً، ولكنه في الوقت نفسه لا يتعرض لردّات فعل قوية نظراً لوجود جدته التي ستقوده نحو عالم الحكاية الأخاذ، كما انه لن يتشبه بمن هم في مثل سنّه من فتية يسعون للتشبّه بالكبار، في سبيل الحصول على الامتيازات التي يخصّ الكبار أنفسهم بها، كالتدخين، أومصاحبة الفتيات، وغير ذلك من أمور تشغل بال المراهقين كثيراً. وإنما يمضي برفقة جدته التي ودّعت ذلك العالم وعادت إلى لحظتها الطفولية، ليتعايشا سويّة وفق منطقهما الخاص في تفسير العالم من خلال الحكاية. وذلك لأنهما بالأساس ينطلقان من لحظة صدق مع الذات، والتعبير عن ذلك بكلّ بساطة النفس الإنسانية الساعية إلى مزيد من الأنسنة للطبيعة والأشياء.
وقد يبدو للقارئ أن سرّ تشبث "كريستيان" بعالم الطفولة، هو عزلته، وهيمنة جدّته عليه من خلال حكاياتها الكثيرة، ولكن ذلك قد يكون محوراً هامشياً، فيما إذا تمعنّا في شكل ملاحظاته البسيطة على عالم الكبار من حوله، كالطلاق الذي تمّ بين أبيه وأمّه، أو اعتراضه على التدخين، الذي كانوا يعتبرونه شيئاً حضارياً، ثمّ ما لبث أن بدأ يفتك بهم واحداً بعد الآخر، فاضطروا اضطراراً إلى هجره، وعبر السرد سنكتشف أن الصبي لا يعترض فقط على التدخين، وإنما على جملة من الأشياء الخطأ التي تمارس، من قبلهم وتعتبر في الوقت نفسه امتيازاً لهم وحدهم.
وهذا الموقف من كريستيان سوف يقودنا بالضرورة إلى مسألة الضوابط النفسية والتساؤل عمّا يمكن أن يقدّمه أدبنا من قضايا على هذا المستوى من العلاقة بين الآباء والأبناء، أو بين الأبناء والأبناء من قضايا كالحسد والكراهية والنميمة والوشاية وقلة النظافة وغير ذلك، سيما وأن مجتمعنا يحفل بالكثير من المشكلات ومن أخطرها مشكلة الديموقراطية الغائبة عن بيوتنا ومدارسنا ومجتمعاتنا ولينظر الآن أيّ منا، نحن الجالسين في هذا المنتدى، إلى علاقته بأبنائه ومدى رغبته في أن يكونوا نسخة عنا، وفي ألاّ يكونوا مستقلّين بأفكارهم وآرائهم في قضايا تخصّهم، وإذا اعتبرنا هذا السلوك شكل من أشكال العنف الرمزي كما يسمّيه بيير بورديو، فكيف إذاً في حال من يعتبر أبناءه صنيعته الخاصّة فيمارس كلّ جنون العنف الجسدي. والسؤال هل يمكن للأدب الموجه للطفل أن يخرج من فضاء القضايا الكبرى إلى قضايا تربوية مسكوت عنها؟ ماذا مثلاً عن موضوعة الاستهانة بالطفل والطفولة واعتباره كائناً في مرتبة أدنى فيعامل كذلك حتى يكبر، وخلال هذه المسافة الزمنية الخطيرة سنراه على الدوام مهمّشاً ومستبعداً من المجالس لمجرد أنه طفل، أو مستخفاً برأيه من قبل المعلم، إنه مع الأسف يشعر بالمهانة دوماً وبأن الكبار لا يحترمونه كما يجب، ولذلك نراه ينتظر بفارغ الصبر أن يصبح كبيراً كي يتخلّص من هذه المرحلة الشائكة، في الوقت المفترض به أن تكون اكثر متعة وسعادة! &&&&&&& يتعرض أطفالنا ـ نواة وبذرة هذا المجتمع ـ إلى خطر لا يبدو للكثيرين رأي العين، ولكنه الأخطر على الأطفال بما يهدد المجتمع بأكمله ومازال ينخر في عظام هؤلاء الأطفال بل وتعداه إلى الكبار.
الخطر الذي نقصده يكمن في برامج الفضائيات التي تقدم للأطفال وخاصة برامج الرسوم المتحركة وما تعرضه من مساخيط تجذب إليها عددا ضخما جدا من الأطفال لرؤيتها؛ وتقوم هذه البرامج بتشكيل هوية جديدة للأطفال بعيدة كل البعد عن هويتنا الإسلامية، كما تصور هذه البرامج المسلم الملتزم بالمتخلف.

حاولنا هنا أن نسلط الضوء على هذه البرامج ومن ثم توضيح الخطر الآتي منها وتأثيرها على سلوكيات أبنائنا
في البداية تقول أم عمار، أم لثلاثة أبناء تتراوح أعمارهم بين الخمس والتسع والإثني عشر عاما، "إن أبناءها يشاهدون هذه البرامج يوميا سواء على التليفزيون الأرضي أو من خلال بعض الفضائيات التي التي تؤثر سلباً على هؤلاء الأطفال ويظهر ذلك من خلال سلوكياتهم السيئة والمعيبة" .
وتضرب أم عمار، مثلا لذلك بأنها وجدت مشهدا في غاية الغرابة والاستهجان كدليل على ما تؤثره هذه الرسوم المتحركة و المساخيط على الأطفال، حيث تقول إنها وجدت أثناء زيارتها لإحدى صديقاتها بالحي، أحد الأطفال يقبل طفلة في نفس عمره على أدراج السلم, وتعتبر حدوث ذلك تأثرا بما يرونه في بعض الحلقات الكرتونية.
وأضافت أم عمار، أن هذه البرامج تفتح الباب واسعا أمام الأطفال معتادي الجرائم، جرائم يكون أبطالها من الأطفال من خلال المشاهدة اليومية لعصابات المافيا من هذه المساخيط.
وطالبت أم عمار، بمراقبه أكثر من أولياء الأمور لأبنائهم ومنع مشاهدة هذه البرامج وبخاصة وأنها تؤثر تأثيرا سلبيا على سلوكيات هؤلاء الأطفال.
وتقول أم البراء، والدة لطفلين، إنها شاهدت ذات مره هذه البرامج وهي تقدم مسوخا من الحيوانات، تظهر فيها الخنازير والكلاب بشكل يحببها إلى نفس الطفل، ويجعل قلبه يألفها، فيكسر الحاجز النفسي بين هؤلاء الأطفال وبين تلك الحيوانات، وقس على ذلك تقليد هؤلاء الأطفال للجرائم التي يشاهدونها يوميا .
وتضيف أم البراء، إن سلوكيات الأطفال أصبحت مرتبطة بشكل غير عادي بمثل هذه البرامج مما يؤثر على المجتمع بأكمله.
وطالبت أم البراء، ببحث تلاشي سلبيات هذه البرامج أو إلغاء بثها نهائيا وعدم عرضها على التليفزيونات.
دس السم في العسل
وتطالب إيمان عبد الباسط " مربيه أطفال "، الجهات التربوية الحاضنة و المعنية بالطفولة والأمومة باهتمام أكثر بالأطفال الذين يقعون ضحية لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة، حيث يتم دس السم في العسل من خلال بعض البرامج التي وصفتها بالقاتلة لهؤلاء الأطفال.
كما أهابت إيمان بأولياء الأمور للحفاظ على هوية أبنائهم من خلال مراقبتهم بشكل لا يشعرهم بهذه المراقبة، ومن ثم فلترة كل البرامج التي تسيء إلى تكوين شخصياتهم.
واستعرضت إيمان، الكثير من السلوكيات من قبل الأطفال لديها في الحضانة التي تشرف عليها، بما يؤكد خطورة هذه البرامج، وتأثيرها السلبي على شخصية هؤلاء الأطفال.
وتضيف إيمان، أنها تجد الأطفال يوميا يقلدون بعض الحيوانات مثل الخنازير في مشهد درامي، كما يقوم هؤلاء الأطفال بتمثيل بعض المشاهد العاطفية كما تظهر البنات الصغيرات بعضا من أجسادهن تقليدا لما يرونه في برامج الرسوم المتحركة.
إعلام الطفل والمشاهد الجنسية
ويقول الدكتور شحاته محروس، أستاذ علم النفس بجماعة حلوان، "إن بعض الإحصائيات كشفت عن تأثير الإعلام بشكل عام في ثقافة الطفل بحوالي 95 %، واكتشف أن تأثير الرسوم المتحركة والمساخيط هو أخطر ما في إعلام الأطفال" .
ويضف الدكتور شحاتة قائلا: "إن أغلب برامج هذه المساخيط تنتج في أمريكا بما يعادل 70%، حيث تناسب عقيدتهم وهويتهم المفرغة من أي مضمون إسلامي أو أخلاقي أو حتى قيمي.
وضرب الدكتور شحاته، مثالا صارخا لمثل هذه البرامج بكثرة القبلات والمغازلات بما يؤجج المشاعر الجنسية عند هؤلاء الأطفال، علاوة على زرع القلق في نفوس هؤلاء الأطفال متضمناً كثيرا من الخوف، بشكل لا يمكن التفريق فيه بين الواقع والخيال.
واستطرد الدكتور شحاتة قائلا،: "إن هذه البرامج تعلم الأطفال الألفاظ النابية والجارحة والخادشة للحياء".
وطالب، بمراقبة أكثر من قبل المهتمين بشأن الأطفال ومنع بث هذه البرامج، ووضع رقابه أكثر صرامة من قبل الأبوين وأولياء الأمور حتى لا تتسرب مثل هذه البرامج إلى الأطفال، فتفسد عليهم قيمهم وتؤدي إلى تدمير هويتهم.
وأرجع الدكتور شحاتة، مسوخ الأطفال التي تظهر في المدرسة، والعينات المشوهة إلى هذه البرامج والتي توقع أن تنشئ جيلا جديدا مسوخا في هويته، لا يعرف شيئاً عن وطنه ودينه .
استثمار أوقات الأطفال
ويقول الدكتور خليل فاضل استشاري طب النفس: "إن مثل هذه البرامج فتحت آفاقا جديدة لجرائم الأطفال، مطالبا بتوجيه الأطفال لمشاهدة البرامج النافعة والهادفة بدلا من هذه المسوخ التي تؤدي بالأطفال إلى سلوكيات مرفوضة".
وطالب في ذلك باستثمار برامج ألعاب الذكاء والقصص مع تحديد الأوقات المناسبة للمشاهدة بحيث لا تتطور سلوكيات الأطفال للأسوأ .
وطالب الدكتور خليل، باستثمار أوقات الأطفال من خلال حفظ القرآن الكريم وممارسة الهوايات النافعة، وتشجيع الإنتاج المحلي بحيث يتم الحفاظ على هوية الأطفال ولا يتم تدميرها مع البحث عن مسوخ أو شخصيات كرتونية من تراث الأدب العربي والتاريخ الإسلامي بما لا يصطدم وإسلامنا الجميل وعدم بث الرسوم التي تصدم قيمنا .
وأكدت الدكتورة حنان لطيف بدر، أستاذة علم الاجتماع بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر، على ضرورة حماية وتحصين الأطفال من مثل هذه البرامج التي لها تأثير عكسي علي شخصيتهم .
وقالت الدكتورة حنان: "إن أفضل السبل لحماية هؤلاء الأطفال يكون عن طريق تحصينهم، بزيادة جرعة الوعي والمطالبة الدائمة بإلغاء هذه البرامج من خريطة العرض" .
وتقترح الدكتور حنان، بمراقبه من قبل أولياء الأمور لهؤلاء الأطفال يكون عن طريق النظر الدائم إلى خريطة العرض اليومية، وحذف كل القنوات التي تذيع أو تنشر مثل هذه البرامج.
وختمت الدكتورة حنان، كلامها بأن وضع وتأثير هذه البرامج على الأطفال من الأهمية بمكان، مطالبه بتدريس ما يحصن هؤلاء الأطفال من خلال المناهج والكتب الدراسية للأطفال في المدارس ومعالجة كل الأفكار الوافدة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kinglove1.yoo7.com
 
اداب الطفل والضواب النفسيه والفنيه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الطفل
» ثقافه الطفل
» تنميات الطفل
» تطوير اللغه لدى الطفل
» مساهمه الطفل فى حل مشكلاته

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مملكة الحب  :: منتديات الأسرة :: الطفل والطفولة-
انتقل الى: